الجمهورُ على رفع " براءة " وفيه وجهان ، أحدهما : أنها رفعٌ بالابتداء ، والخبرُ قولُه : " إلى الذين " . وجاز الابتداءُ بالنكرة لأنها تخصَّصَتْ بالوصفِ بالجارِّ بعدها . والثاني : أنها خبرُ ابتداءٍ مضمرٍ أي : هذه الآياتُ براءةٌ . ويجوز في : " من الله " أن يكون متعلقاً بنفس " براءة " لأنها مصدرٌ ، وهذه المادةُ تتعدَّى ب " مِنْ " تقول : بَرِئت مِنْ فلانٍ أَبْرَأُ بَراءة أي : انقطعت العُصْبَةُ بيننا . وعلى هذا فيجوز أن يكونَ المسَوِّغُ للابتداء بالنكرة في الوجه الأول هذا . و " إلى الذين " متعلقٌ بمحذوف على الأول لوقوعِه خبراً ، وبنفس " بَراءة " على الثاني . ويقال : بَرِئْتُ وبَرَأت من الدين بالكسر والفتح . وقال الواحدي : " ليس فيه إلا لغةٌ واحدة : كسرُ العين في الماضي ، وفتحُها في المستقبل " وليس كذلك ، بل نَقَلَهما أهلُ اللغة .
وقرأ عيسى بن عمر " براءةً " بالنصب على إضمار فعل أي : اسمعوا براءةً . وقال ابن عطية : " أي ، الزموا براءةً ، وفيه معنى الإِغراء " .
وقُرىء " مِنِ الله " بكسر نون " مِنْ " على أصلِ التقاءِ الساكنين أو على الإِتباع لميم " مِنْ " وهي لُغَيَّةٌ ، فإن الأكثرَ فتحُها مع لام التعريف وكَسْرُها مع غيرها نحو : " مِنِ ابنك " وقد يُعْكَسُ الأمرُ فيهما . وحكى أبو عمرو عن أهل نجران أنهم يَقْرؤون كذلك بكسر النون مع لام التعريف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.