البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّـٰتٖ وَعُيُونٍ} (45)

السرر : جمع سرير ، ككليب وكلب .

وبعض تميم يفتح الراء ، وكذا كل مضاعفة فعيل .

النصب : التعب .

{ إن المتقين في جنات وعيون . ادخلوها بسلام آمنين .

ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخواناً على سرر متقابلين .

لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين . نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم . وأن عذابي هو العذاب الأليم } : لما ذكر تعالى ما أعد لأهل النار ، ذكر ما أعد لأهل الجنة ، ليظهر تباين ما بين الفريقين .

ولما كان حال المؤمنين معتنى به ، أخبر أنهم في جنات وعيون ، جعل ما يستقرون فيه في الآخرة كأنهم مستقرون فيه في الدنيا ، ولذلك جاء : ادخلوها على قراءة الأمر ، لأنّ من استقر في الشيء لا يقال له : أدخل فيه .

وجاء حال الغاوين موعوداً به في قوله : { لموعدهم } لأنهم لم يدخلوها .

والعيون : جمع عين .

وقرأ نافع ، وأبو عمر ، وحفص ، وهشام : وعيون بضم العين ، وباقي السبعة بكسرها .