البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قُلۡ كُلّٞ يَعۡمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِۦ فَرَبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَنۡ هُوَ أَهۡدَىٰ سَبِيلٗا} (84)

الشاكلة الطريقة والمذهب الذي جبل عليه قاله الفراء ، وهو مأخوذ من الشكل يقال لست على شكلي ولا شاكلتي ، والشكل المثل والنضير ، والشِكل بكسر الشين الهيئة يقال جارية حسنة الشكل .

والشاكلة قال ابن عباس : ناحيته .

وقال مجاهد : طبيعته .

وقال الضحاك : حدّته .

وقال قتادة والحسن : نيته .

وقال ابن زيد : دينه .

وقال مقاتل : خلقه وهذه أقوال متقاربة .

وقال الزمخشري : على مذهب الذي يشاكل حاله في الهدى والضلالة من قولهم طريق ذو شواكل وهي الطرق التي تشعبت منه ، والدليل عليه قوله { فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلاً } أي أشد مذهباً وطريقة .

وعن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه : لم أر في القرآن آية أرجى من التي فيها { غافر الذنب وقابل التوب } قدم الغفران قبل قبول التوبة .

وعن عثمان رضي الله عنه لم أر آية أرجى من { نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم } وعن عليّ كرّم الله وجهه ورضي عنه لم أر آية أرجى من { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } الآية .

قالوا ذلك حين تذاكروا القرآن .

وعن القرطبي : لم أر آية أرجى من { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } الآية .