البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ وَهُم مِّنَ ٱلسَّاعَةِ مُشۡفِقُونَ} (49)

و { الذين } صفة تابعة أو مقطوعة برفع أو نصب أو بدل .

ولما ذكر التقوى ذكر ما أنتجته وهو خشية الله والإشفاق من عذاب يوم القيامة والساعة القيامة وبالغيب .

قال الجمهور : يخافونه ولم يروه .

وقال مقاتل : يخافون عذابه ولم يروه .

وقال الزجاج : يخافونه من حيث لا يراهم أحد ورجحه ابن عطية .

وقال أبو سليمان الدمشقي : يخافونه إذا غابوا عن أعين الناس ، والإشفاق شدة الخوف ، واحتمل أن يكون قوله { وهم من الساعة مشفقون } استئناف إخبار عنهم ، وأن يكون معطوفاً على صلة { الذين } ، وتكون الصلة الأولى مشعرة بالتجدّد دائماً كأنها حالتهم فيما يتعلق بالدنيا ، والصلة الثانية من مبتدأ وخبر عنه بالاسم المشعر بثبوت الوصف كأنها حالتهم فيما يتعلق بالآخرة .