البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَهَٰذَا ذِكۡرٞ مُّبَارَكٌ أَنزَلۡنَٰهُۚ أَفَأَنتُمۡ لَهُۥ مُنكِرُونَ} (50)

ولما ذكر ما آتى موسى وهارون عليهما السلام أشار إلى ما آتى محمداً صلى الله عليه وسلم فقال { وهذا } أي القرآن { ذكر مبارك } أي كثير منافعه غزير خبره ، وجاء هنا الوصف بالاسم ثم بالجملة جرياً على الأشهر وتقدم الكلام على قوله في الأنعام { وهذا كتاب أنزلناه مبارك } وبينا هناك حكمة تقديم الجملة على الاسم { أفأنتم له منكرون } استفهام إنكار وتوبيخ وهو خطاب للمشركين ، والضمير في { له } عائد على ذكر وهو القرآن ، وفيه تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم إذا أنكر ذلك المشركون كما أنكر أسلاف اليهود ما أنزل الله على موسى عليه السلام .