البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَلَوۡ نَزَّلۡنَٰهُ عَلَىٰ بَعۡضِ ٱلۡأَعۡجَمِينَ} (198)

قال الزمخشري : الأعجمي الذي لا يفصح ، وفي لسانه عجمة واستعجام ، والأعجمي مثله إلا أن فيه لزيادة ياء بالنسبة زيادة توكيد .

وقال ابن عطية : الأعجمون جمع أعجم ، وهو الذي لا يفصح ، وإن كان عربي النسب يقال له أعجم ، وذلك يقال للحيوانات والجمادات ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : « جرح العجماء جبار » وأسند الطبري ، عن عبد الله بن مطيع أنه قال ، حين قرأ هذه الآية وهو واقف بعرفة : « جملي هذا أعجم ، فلو أنزل عليه ما كانوا يؤمنون » والعجمي هو الذي نسبته في العجم ، وإن كان أفصح الناس . انتهى .

وفي التحرير : { الأعجمين } : جمع أعجم على التخفيف ، ولولا هذا التقدير لم يجز أن يجمع جمع سلامة .

وقال الفراء : الأعجمين جمع أعجم وأعجمي ، على حذف ياء النسب ، كما قالوا : الأشعرين ، وواحدهم أشعري .

وقال ابن الجهم : قال الكميت :

ولو جهزت قافية شروداً *** لقد دخلت بيوت الأشعرينا

انتهى .

وقرأ الحسن ، وابن مقسم : الأعجمين ، بياء النسب : جمع أعجمي .

/خ199