قوله : { وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ على بَعْضِ الأعجمين } . قال صاحب التحرير : الأعجمين : جمع أعجمي بالتخفيف ، ولولا هذا التقدير لم يجز أن يجمع جمع سلامة{[37924]} .
قال شهاب الدين : وكأنَّ سبب منع جمعه أنه من باب : أفعل فعلاء ، ك «أَحْمَرَ حَمْرَاءَ » . والبصريون لا يجيزون جمعه جمع سلامة إلاّ ضرورة ، كقوله :
3928 - حَلاَئِلَ أَسْوَدِينَ وَأَحْمَرِينَا{[37925]} *** . . .
فلذلك{[37926]} قدره منسوباً مخفف الياء{[37927]} . وقد جعله ابن عطية «أَعْجَم » فقال : الأعجمون : جمع أعجم ، وهو الذي لا يفصح وإن كان عربي النسب يقال له : أعجم ، وذلك يقال للحيوانات ، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : «العَجْمَاء جُبَار »{[37928]} . وأسند الطَّبريّ عن عبد الله بن مطيع{[37929]} أنه كان واقفاً بعرفة وتحته جمل ، فقال : جَمَلِي هذا أَعْجَمٌ ، ولو أنَّه أنزل عليه ما كانوا يؤمنون{[37930]} .
والعجميُّ : هو الذي نسبته في العجم وإن كان أفصح الناس{[37931]} .
وقال الزمخشري : الأعجم : الذي لا يفصح ، وفي لسانه عجمة واستعجام ، والأعجمي مثله إلا أنَّ فيه زيادة ياء{[37932]} النسب توكيداً{[37933]} . وتقدم نحو من هذا في سورة النحل{[37934]} وقد صرَّح أبو البقاء بمنع أن يكون «الأعْجَمِينَ » جمع أعجم ، وإنما هو جمع أعجمي{[37935]} مخففاً من «أَعْجَمِيّ » «كَالأَشْعَرُون » في الأَشْعَرِيّ . قال : «الأعجمين » الأعجميِّين ، فحذف ياء النسب ، كما قالوا : ( الأَشْعَرُونَ أي ){[37936]} : الأَشْعَرِيُّون ، وواحده ( أَعْجَمِي ) ولا يجوز أن يكون جمع ( أَعْجَم ) لأنَّ مؤنثه ( عَجْمَاء ) ، ومثل هذا لا يجمع جمع التصحيح{[37937]} . قال شهاب الدين : وفيما قاله ابن عطية نظر{[37938]} ، وأما الزمخشري فليس في كلامه أنه جمع ( أَعْجَم ) مخففاً أو غير مخفف ، وإن كان ظاهره أنه جمع ( أعجم ) من غير تخفيف ، ولكن الذي قاله ابن عطية تبع فيه الفراء فإنَّه قال : الأعجمين : جمع ( أَعْجَم ) أو ( أَعْجَمِي ) على حذف ياء النسب ، كما قالوا : الأشعرين وواحدهم . ( أشعري ){[37939]} وأنشد للكميت :
3929 - وَلَوْ جَهَّزتَ قَافِيةً شَرُوداً{[37940]} *** لَقَدْ دَخَلَتْ بيُوتَ الأَشْعَرِينَا{[37941]}
لكن الفراء لا يضره ذلك ، فإنه من الكوفيين ، وقد تقدم عنهم أنهم يجيزون جمع ( أَفْعَل فَعْلاَء ){[37942]} .
وقرأ الحسن وابن مقسم : «الأَعْجَمِيِّينَ »{[37943]} بياء{[37944]} النسب{[37945]} - وهي مؤيدة لتخفيفه منه في قراءة العامة .
قوله{[37946]} «وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ » يعني : القرآن على رجل ليس بعربي{[37947]} اللسان
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.