البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَفَمَن كَانَ مُؤۡمِنٗا كَمَن كَانَ فَاسِقٗاۚ لَّا يَسۡتَوُۥنَ} (18)

{ أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً } ، قال ابن عباس وعطاء : نزلت في علي والوليد بن عقبة .

تلاحياً ، فقال له الوليد : أنا أذلق منك لساناً ، وأحدّ سناناً ، وأرد للكتيبة .

فقال له علي : اسكت ، فإنك فاسق .

قال الزمخشري : فنزلت عامة للمؤمنين والفاسقين ، فتناولتهما وكل من في مثل حالهما .

وقال الزجاج ، والنحاس : نزلت في علي وعقبة بن أبي معيط .

فعلى هذا تكون الآية مكية ، لأن عقبة لم يكن بالمدنية ، وإنما قتل بطريق مكة ، منصرف بدر .

والجمع في { لا يستوون } ، والتقسيم بعده ، حمل على معنى من .

وقيل : { لا يستوون } لاثنين ، وهو المؤمن والفاسق ، والتثنية جمع .

وقال الزجاج : ونزول الآية في علي والوليد ، ثم بين انتفاء الاستواء بمقر كل واحد منهما بالإفراد .