السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَفَمَن كَانَ مُؤۡمِنٗا كَمَن كَانَ فَاسِقٗاۚ لَّا يَسۡتَوُۥنَ} (18)

ونزل في علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه والوليد بن عقبة بن أبي معيط أخي عثمان لأمه حين تنازعا فقال الوليد بن عقبة لعلي : اسكت فإنك صبي وأنا شيخ وأنا والله أبسط منك لساناً وأحد منك سناناً وأشجع جناناً وأملأ منك حشواً في الكتيبة ، فقال له علي اسكت فإنك فاسق .

{ أفمن كان مؤمناً } أي : راسخاً في التصديق بجميع ما أخبرت به الرسل { كمن كان فاسقاً } أي : راسخاً في الفسق خارجاً عن دائرة الإذعان وقال تعالى { لا يستوون } ولم يقل تعالى لا يستويان ؛ لأنه لم يرد مؤمناً واحداً ولا فاسقاً واحداً بل أراد جميع المؤمنين وجميع الفاسقين فلا يستوي جمع من هؤلاء بجميع من أولئك ولا فرد بفرد . قال قتادة : لا يستوون لا في الدنيا ولا عند الموت ولا في الآخرة .