الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَفَمَن كَانَ مُؤۡمِنٗا كَمَن كَانَ فَاسِقٗاۚ لَّا يَسۡتَوُۥنَ} (18)

قوله تعالى ذكره {[55154]} : { أفمن كان مومنا كمن كان فاسقا } 18 إلى قوله : { أفلا يسمعون } 26 .

أي : أيكون الكافر المكذب كالمؤمن المصدق ، لا يستوون عند الله .

قال قتادة : لا والله ما يستوون في الدنيا ولا في الآخرة ولا عند الموت {[55155]} . وإنما جمع يستوون لأن " من " تؤدي عن جمع فحمله على المعنى .

وقيل : إن المراد به اثنان بأعيانهما ، وذلك أن الآية نزلت في قول ابن عباس وعطاء وغيرهما في المدينة في علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، والوليد {[55156]} بن عقبة بن أبي معيط {[55157]} قال عطاء : كان بين الوليد وعلي كلام ، فقال / [ الوليد ] {[55158]} " أنا أبسط منك لسانا وأحد منك سنانا ، فقال له علي [ اسكت ] {[55159]} فإنك فاسق ، فنزلت { أفمن كان مومنا } {[55160]} الآية فيهما {[55161]} .

فيكون يستوون على هذا قد جمع في موضع التثنية ، لأن التثنية جمع في الأصل .

ويجوز أن تكون لما نزلت في اثنين بأعيانهما ، ثم هي عامة في جميع الكفار والمؤمنين حمل الكلام على معنى العموم فجمع يستوون لذلك .


[55154]:ساقط من ج
[55155]:انظر: جامع البيان 26/107، وأحكام ابن العربي 3/1502
[55156]:هو الوليد بن عقبة ابن أبي معيط، أبو وهب الأموي القرشي، من فتيان قريش وشعرائهم وأجوادهم، وهو أخو عثمان بن عفان لأنه، أسلم يوم فتح مكة، وتوفي سنة 61 هـ، انظر: الاستيعاب 4/1552، 1720 والإصابة 3/637، 9147
[55157]:انظر: جامع البيان 21/105 وأسباب النزول للواحدي 235، والجامع للقرطبي 14/105 وتقييد أبي العباس البميلي عن ابن عرفة 391 ـ 392 (مخطوط) والدر المنثور 6/553
[55158]:ساقط من ج
[55159]:مثبت في طرة ج
[55160]:ج: {أفمن كان مومنا كمن كان فاسقا}
[55161]:انظر: جامع البيان 21/107 وأسباب النزول 236، والجامع للقرطبي 14/105 ولباب النقول 174، والدر المنثور 6/553