البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ بِغَيۡرِ مَا ٱكۡتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحۡتَمَلُواْ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا} (58)

وأطلق إيذاء الله ورسوله على إيذاء المؤمنين بقوله : { بغير ما اكتسبوا } ، لأن إيذاءهما لا يكون إلا بغير حق ، بخلاف إيذاء المؤمن ، فقد يكون بحق .

ومعنى { بغير ما اكتسبوا } : بغير جناية واستحقاق أذى .

وقال مقاتل : نزلت في ناس من المنافقين يؤذون علياً ، كرم الله وجهه ، ويسمعونه ؛ وقيل : في الذين أفكوا على عائشة .

وقال الضحاك ، والسدي ، والكلبي : في زناة كانوا يتبعون النساء وهن كارهات ؛ وقيل : في عمر ، رأى من الريبة على جارية من جواري الأنصار ما كره ، فضربها ، فأذوي أهل عمر باللسان ، فنزلت .

قال ابن عباس : وروي أن عمر قال يوماً لأبيّ : قرأت البارحة { والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات } ففزعت منها ، وإني لأضربهم وأنهرهم ، فقال له : لست منهم ، إنما أنت معلم ومقوم .