البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهۡرِهَا مِن دَآبَّةٖ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِۦ بَصِيرَۢا} (45)

ثم ذكر تعالى حلمه تعالى على عباده في تعجيل العقوبة فقال : { ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا } : أي من الشرك وتكذيب الرسل ، وهو المعنى في الآية التي في النحل ، وهو قوله : { بظلمهم } ، وتقدّم الكلام على نظير هذه الآية في النحل ، وهناك { عليها } ، وهنا على { ظهرها } ، والضمير عائد على الأرض ، إلا أن هناك يدل عليه سياق الكلام ، وهنا يمكن أن يعود على ملفوظ به ، وهو قوله : { في السموات ولا في الأرض } .

ولما كانت حاملة لمن عليها ، استعير لها الظهر ، كالدابة الحاملة للأثقال ، ولأنه أيضاً هو الظاهر بخلاف باطنها .

فإنه { بعباده بصيراً } : توعد للمكذبين ، أي فيجازيهم بأعمالهم .