البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٖ} (35)

{ وما يلقاها } : الضمير عائد على الفعلة والسجية التي هي الدفع بالأحسن .

وقرأ طلحة بن مصرف ، وابن كثير في رواية : وما يلاقاها : من الملاقاة .

وقرأ الجمهور : من التلقي ، وكأن هذه الخصلة الشريفة غائبة ، فما يصادفها ويلقيها الله إلا لمن كان صابراً على الطاعات ، صارفاً عن الشهوات ، ذا حظ عظيم من خصال الخير ، قاله ابن عباس ، فيكون مدحاً ؛ أو { ذو حظ عظيم } من ثواب الآخرة ، قاله قتادة ، فيكون وعداً .

وقيل : إلا ذو عقل .

وقيل : ذو خلق حسن ، وكرر { وما يلقاها } تأكيداً لهذه الفعلة الجميلة الجليلة .

وقيل : الضمير في يلقاها عائد على الجنة .

وحكى مكي : { وما يلقاها } : أي شهادة أن لا إله إلا الله ، وفيه بعد .