فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٖ} (35)

{ وَمَا يُلَقَّاهَا } قال الزجاج : أي ما يلقى هذه الفعلة وهذه الحالة وهي دفع السيئة بالحسنة { إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا } على كظم الغيظ ، واحتمال المكروه ، وتجرع الشدائد ، وترك الانتقام . وقال أنس : الرجل يشتمه أخوه فيقول : إن كنت صادقا غفر الله لي ، وإن كنت كاذبا فغفر الله لك .

{ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } في الثواب والخير ، أو من الخلق الحسن وكمال النسب ، وهذا أنسب . وقال قتادة : الحظ العظيم الجنة أي ما يلقاها إلا من وجبت له الجنة ، وقيل الضمير في يلقاها عائد إلى الجنة ، وقيل راجعة إلى كلمة التوحيد ، قرأ الجمهور ؛ يلقاها من التلقية ، وقرئ تلاقاها من الملاقاة