الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٖ} (35)

والضمير في قوله : { يُلَقَّاهَا } عائد على هذه الخُلُقِ التي يقتضيها قوله : { ادفع بالتي هِي أَحْسَنُ } ، وقالت فرقة : المراد : وما يُلَقَّى «لاَ إله إلاَّ اللَّهُ » ، وهذا تفسير لا يقتضيه اللفظ .

وقوله سبحانه : { إِلاَّ الذين صَبَرُواْ } : مدح بليغ للصابرين ، وذلك بَيِّنٌ للمتأَمِّلِ ؛ لأنَّ الصَّبْرَ على الطاعات وعنِ الشهوات جامع لخصَالِ الْخَيْر كلِّها ، والحظُّ العظيمُ : يَحْتَمِلُ أن يريد من العقل والفضلِ ؛ فتكونَ الآية مدحاً لِلْمُتَّصِفِ بذلك ، ويحتمل أن يريد : ذو حظ عظيم من الجنة وثواب الآخرة ، فتكونَ الآية وعداً ، وبالجنة فسر قتادةُ الحَظَّ هنا .