ثم قال تعالى جل ذكره { وما يلقاها إلى الذين صبروا } أي : وما يعطى دفع السيئة{[60419]} بالحسنة إلا الذين صبروا – لله – على المكاره والأمور الشاقة { وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم } أي : وما يعطى ذلك إلا ذو نصيب وافر من الخير .
وقيل : المعنى : ما يلقى شهادة ألا إله إلا الله إلا الذين صبروا على المكاره والأذى في الله عز وجل ، وما يلقى ذلك إلا ذو حظ عظيم في الآخرة{[60420]} .
ونزل هذا كله بمكة والمؤمنون يؤذون على الإيمان ، ويمتحنون ويعذبون حتى فروا إلى أرض الحبشة .
وقيل : إنها والتي قبلها نزلتا{[60421]} في أبي بكر رضي الله عنه . ثم هي عامة في كل من كان على طريقته ومنهاجه .
وقال قتادة : الحظ العظيم هنا{[60422]} : الجنة : وقاله ابن عباس أيضا{[60423]} .
وروي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه شتمه رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد فعفا عنه ساعة ، ثم إن{[60424]} أبا بكر جاش به الغضب فرد عليه ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم ، فاتبعه أبو بكر وقال : يا نبي الله شتمني{[60425]} الرجل فعفوت وصفحت وأنت قاعد ، فلما أخذت أنتصر قمت ! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " إنه كان يرد عليه ملك من الملائكة ، فلما أخذت تنتصر ذهب الملك وجاء الشيطان ، فوالله ما كنت لأجالس الشيطان يا أبا بكر " {[60426]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.