البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنَّكَ تَرَى ٱلۡأَرۡضَ خَٰشِعَةٗ فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡۚ إِنَّ ٱلَّذِيٓ أَحۡيَاهَا لَمُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰٓۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (39)

ولما ذكر شيئاً من الدلائل العلوية ، ذكر شيئاً من الدلائل السفلية فقال : { ومن أياته أنك ترى الأرض خاشعة } : أي غبراء دارسة ، كما قال :

ونؤى كجذم الحوض أبلم خاشع . . .

استعير الخشوع لها ، وهو التذلل لما ظهر بها من القحط وعدم النبات وسوء العيش عنها ، بخلاف أن تكون معشبة وأشجاراً مزهرة ومثمرة ، فذلك هو حياتها .

وقال السدّي : خاشعة ميتة يابسة ، وتقدّم الكلام على قوله : { فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت } تفسيراً وقراءة في أوائل سورة الحج .

{ إن الذين أحياها لموحي الموتى } : يرد الأرواح إلى الأجساد ، { إنه على كل شيء قدير } : لا يعجزه شيء تعلقت به إرادته .