البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الشورى

هذه السورة مكية في قول الحسن وعطاء وعكرمة وجابر .

وقال ابن عباس : مكية إلا أربع آيات من قوله : { قل لا أسلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } إلى آخر الأربع آيات ، فإنها نزلت بالمدينة .

وقال مقاتل : فيها مدني قوله : { ذلك الذين يبشر الله عباده } الى { الصدور } .

ومناسبة أول السورة لآخر ما قبلها أنه قال : { قل أرأيتم إن كان من عند الله } الآية ، وكان في ذلك الحكم عليهم بالضلال . لما كفروا به قال هنا : { كذلك } ، أي مثل الإيحاء السابق في القرآن الذي كفر به هؤلاء ، { يوحى إليك } : أي إن وحيه تعالى إليك متصل غير منقطع ، يتعهدك وقتاً بعد وقت .

وذكر المفسرون في { حم عسق } أقوالاً مضطربة لا يصح منها شيء كعادتهم في هذه الفواتح ، ضربنا عن ذكرها صفحاً .