الأكمام ، واحدها كمّ ، قال الزمخشري : بكسر الكاف ، وقال المبرد : هو ما يغطي الثمرة لجف الطلعة ، ومن قال في الجمع أكمه ، فالواحد كمام .
لما ذكر تعالى { من عمل صالحاً } الآية ، كان في ذلك دلالة على الجزاء يوم القيامة ، وكأن سائلاً قال : ومتى ذلك ؟ فقيل : لا يعلمها إلا الله ، ومن سئل عنها فليس عنده علم بتعين وقتها ، وإنما يرد ذلك إلى الله .
ثم ذكر سعة علمه وتعلقه بما لا يعلمه إلا هو تعالى .
وقرأ أبو جعفر ، والأعرج ، وشيبة ، وقتادة ، والحسن بخلاف عنه ؛ ونافع ، وابن عامر ، في غير رواية : أي جلية ؛ والمفضل ، وحفص ، وابن مقسم : { من ثمرات } على الجمع .
وقرأ باقي السبعة ، والحسن في رواية طلحة والأعمش : بالإفراد .
ولما كان ما يخرج من أكمام الشجرة وما تحمل الإناث وتضعه هو إيجاد أشياء بعد العدم ، ناسب أن يذكر مع علم الساعة ، إذ في ذلك دليل على البعث ، إذ هو إعادة بعد إعدام ، وناسب ذكر أحوال المشركين في ذلك اليوم ، وسؤالهم سؤال التوبيخ فقال : { ويوم يناديهم أين شركائي } : أي الذين نسبتموهم إليّ وزعمتم أنهم شركاء لي ، وفي ذلك تهكم بهم وتقريع .
والضمير في يناديهم عام في كل من عبد غير الله ، فيندرج فيه عباد الأوثان .
{ قالوا آذناك } : أي أعلمناك ، قال الشاعر :
آذنتنا ببينها أسماء *** رب ثاو يملّ منه الثواء
وقال ابن عباس : أسمعناك ، كأنه استبعد الإعلام لله ، لأن أهل القيامة يعلمون أن الله يعلم الأشياء علماً واجباً ، فالإعلام في حقه محال .
والظاهر أن الضمير في قالوا عائد على المنادين ، لأنهم المحدث معهم .
{ ما منا } أحد اليوم ، وقد أبصرنا وسمعنا .
يشهد أن لك شريكاً ، بل نحن موحدون لك ، وما منا أحد يشاهدهم لأنهم ضلوا عنهم وضلت عنهم آلهتهم ، لا يبصرونها في ساعة التوبيخ .
وقيل : الضمير في قالوا عائد على الشركاء ، أي قالت الشركاء : { ما منا من شهيد } أضافوا إلينا من الشرك ، وآذناك معلق لأنه بمعنى الإعلام .
والجملة من قوله : { ما منا من شهيد } في موضع المفعول .
وفي تعليق باب أعلم رأينا خلافه ، والصحيح أنه مسموع من كلام العرب .
والظاهر أن قولهم : { آذناك } إنشاء ، كقولك : أقسمت لأضربن زيداً ، وإن كان إخباراً سابقاً ، فتكون إعادة السؤال توبيخاً لهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.