البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَإِذَآ أَنۡعَمۡنَا عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ أَعۡرَضَ وَنَـَٔا بِجَانِبِهِۦ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٖ} (51)

{ وإذا أنعمنا } : تقدم الكلام على نظيره هذه الجملة في { سبحان } إلا أن في أواخر تلك كان يؤوساً ، وآخر هذه { فذو دعاء عريض } : أي فهو ذو دعاء بإزالة الشر عنه وكشف ضره .

والعرب تستعمل الطول والعرض في الكثرة .

يقال : أطال فلان في الظلم ، وأعرض في الدعاء إذا كثر ، أي فذو تضرع واستغاثة .

وذكر تعالى في هذه الآية نوعاً من طغيان الإنسان ، إذا أصابه الله بنعمة أبطرته النعمة ، وإذا مسه الشر ابتهل إلى الله وتضرع .