البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَنِ ٱغۡدُواْ عَلَىٰ حَرۡثِكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰرِمِينَ} (22)

الصرام : جداد النخل .

{ أن اغدوا على حرثكم } .

قال الزمخشري : فإن قلت : هلا قيل { اغدوا إلى حرثكم } ، وما معنى على ؟ قلت : لما كان الغدو إليه ليصرموه ويقطعوه كان غدواً عليه ، كما تقول : غدا عليهم العدو .

ويجوز أن يضمن الغد ومعنى الإقبال ، كقولهم : يغدي عليه بالجفنة ويراح ، أي فاقبلوا على حرثكم باكرين . انتهى .

واستسلف الزمخشري أن غداً يتعدى بإلى ، ويحتاج ذلك إلى نقل بحيث يكثر ذلك فيصير أصلاً فيه ويتأول ما خالفه ، والذي في حفظي أنه معدى بعلى ، كقول الشاعر :

بكرت عليه غدوة فرأيته *** قعوداً عليه بالصريم عوادله

{ إن كنتم صارمين } : الظاهر أنه من صرام النحل .

قيل : ويحتمل أن يريد : إن كنتم أهل عزم وإقدام على رأيكم ، من قولك : سيف صارم .