البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ وَقَدۡ كَانُواْ يُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمۡ سَٰلِمُونَ} (43)

و { خاشعة } : حال ، وذو الحال الضمير في { يدعون } ، وخص الأبصار بالخشوع ، وإن كانت الجوارح كلها خاشعة ، لأنه أبين فيه منه في كل جارحة ، { ترهقهم } : تغشاهم ، { ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود } .

قيل : هو عبارة عن جميع الطاعات ، وخص بالذكر من حيث هو أعظم الطاعات ، ومن حيث امتحنوا به في الآخرة .

وقال النخعي والشعبي : أراد بالسجود : الصلوات المكتوبة .

وقال ابن جبير : كانوا يسمعون النداء للصلاة وحي على الفلاح فلا يجيبون .