وقوله تعالى : { أن اغدوا } ، أي : بكروا جداً مقبلين ومستولين وقادرين ، ويجوز أن تكون أن المفسرة لأنه تقدمها ما هو بمعنى القول { على حرثكم } ، أي : محل فائدتكم الذي أصلحتموه وتعبتم فيه فلا يستحقه غيركم ، قال مقاتل : لما أصبحوا قال بعضهم لبعض : اغدوا على حرثكم يعني بالحرث الثمار والزروع والأعناب ، ولذلك قال : صارمين لأنهم أرادوا قلع الثمار من الأشجار .
قال الزمخشري : فإن قلت : هلا قال : اغدوا إلى حرثكم وما معنى على ؟ قلت : لما كان الغدو إليه ليصرموه ويقطعوه كان غدواً عليه كما تقول : غدا عليهم العدو . قال الزمخشري : ويجوز أن يضمن الغدو معنى الإقبال ، أي : فأقبلوا على حرثكم . { إن كنتم صارمين } أي : مريدين القطع ، وجواب الشرط دل عليه ما قبله ، أي : فاغدوا ، ويجوز أن تكون أن المصدرية ، أي : تنادوا بهذا الكلام .
تنبيه : مقتضى كلام الزمخشري أن غدا متعدّ في الأصل بإلى فاحتاج إلى تأويل فقدره بعلى ، قال ابن عادل : وفيه نظر لورود تعديه بعلى في غير موضع كقوله :
وقد أغدوا على ثبة كرامٍ *** نشاوى واجدين لما نشاء
وإذا كانوا قد عدوا مرادفه بعلى فليعدوه ، وقرأ : أن اغدوا أبو عمرو وعاصم وحمزة في الوصل بكسر النون والباقون بضمها واتفقوا على الابتداء بالهمزة بالضم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.