اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَنِ ٱغۡدُواْ عَلَىٰ حَرۡثِكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰرِمِينَ} (22)

«أن اغْدُوْا » يجوز أن تكون المصدرية ، أي : تنادوا بهذا الكلام ، وأن تكون المفسرة ، لأنه تقدمها ما هو بمعنى القول .

قال الزمخشريُّ : «فإن قلت : هلاَّ قيل : اغدوا إلى حرثكم ، وما معنى على ؟ .

قلت : لما كان الغدو إليه ليصرموه ، ويقطعوه كان غدواً عليه كما تقول : غدا عليهم العدو ويجوز أن يضمن الغدو معنى الإقبال كقولهم : يغدى عليهم بالجفنة ويراح » انتهى .

فجعل «غَدَا » متعدياً في الأصل ب «إلى » فاحتاج إلى تأويل تعديه ب «عَلَى » ، وفيه نظر ؛ لورود تعديه ب «عَلَى » في غير موضع ؛ كقوله : [ الوافر ]

4823 - وقَدْ أغْدُو على ثُبَةٍ كِرامٍ*** نَشَاوَى واجِدينَ لَمَا نَشَاءُ{[57626]}

وإذا كانوا قد عدوا مرادفه ب «عَلَى » فليعدوه بها ، ومرادفه «بكر » تقول : بكرتُ عليه و «غدوتُ عليه » بمعنى واحد ؛ قال : [ الطويل ]

4824 - بَكَرْتُ عَليْهِ غُدْوةً فَرأيْتُهُ*** قُعُوداً إليْهِ بالصَّريمِ عَواذِلُه{[57627]}

قوله { إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ } . جوابه محذوف ، أي فاغدوا و «صارمين » : قاطعين حادين .

وقيل : ماضين العزم من قولك : سيف صارم .


[57626]:البيت لزهير ينظر ديوانه (17)، واللسان (ثبا) والدر المصون 6/355.
[57627]:البيت لزهير ينظر ديوانه ص 140، والأضداد ص 42، 195، وشرح شواهد المغني 2/940، ولسان العرب (صرم)، ومغني اللبيب 2/652، والبحر 8/307 والدر المصون 6/356.