البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَكُّ رَقَبَةٍ} (13)

الفك : تخليص الشيء من الشيء ، قال الشاعر :

فيا رب مكروب كررت وراءه *** وعان فككت الغل عنه فقداني

ولا يتم له هذا إلا على قراءة من قرأ فك فعلاً ماضياً .

وقرأ ابن كثير والنحويان : فك فعلاً ماضياً ، رقبة نصب ، أو أطعم فعلاً ماضياً ؛ وباقي السبعة : فك مرفوعاً ، رقبة مجروراً ، وإطعام مصدر منون معطوف على فك .

وقرأ عليّ وأبو رجاء كقراءة ابن كثير ، إلا أنهما قرآ : ذا مسغبة بالألف .

وقرأ الحسن وأبو رجاء أيضاً : أو إطعام في يوم ذا بالألف ، ونصب ذا على المفعول ، أي إنساناً ذا مسغبة ، ويتيماً بدل منه أو صفة .

وقرأ بعض التابعين : فك رقبة بالإضافة ، أو أطعم فعلاً ماضياً .

ومن قرأ فك بالرفع ، فهو تفسير لاقتحام العقبة ، والتقدير : وما أدراك ما اقتحام العقبة .

ومن قرأ فعلاً ماضياً ، فلا يحتاج إلى تقدير مضاف ، بل يكون التعظيم للعقبة نفسها ، ويجيء فك بدلاً من اقتحم ، قاله ابن عطية .

وفك الرقبة : تخليصها من الأسر والرق .