البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا} (6)

ثم كرر ذلك مبالغة في حصول اليسر .

ولما كان اليسر يعتقب العسر من غير تطاول أزمان ، جعل كأنه معه ، وفي ذلك تبشيراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم بحصول اليسر عاجلاً .

والظاهر أن التكرار للتوكيد ، كما قلنا .

وقيل : تكرر اليسر باعتبار المحل ، فيسر في الدنيا ويسر في الآخرة .

وقيل : مع كل عسر يسر ، إن من حيث أن العسر معرف بالعهد ، واليسر منكر ، فالأول غير الثاني .

وفي الحديث : « لن يغلب عسر يسرين » وضم سين العسر ويسراً فيهن ابن وثاب وأبو جعفر وعيسى ، وسكنهما الجمهور .