أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{تَرَى ٱلظَّـٰلِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعُۢ بِهِمۡۗ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فِي رَوۡضَاتِ ٱلۡجَنَّاتِۖ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ} (22)

شرح الكلمات :

{ ترى الظالمين مشفقين مما } : أي ترى أيها المرء الظالمين يوم القيامة خائفين من جزاء { كسبوا } ما عملوا .

{ وهو واقع بهم } : أي وهو أي جزاء ما كسبوا من الباطل والشرك نازل بهم معذبون به لا محالة .

{ وهو واقع بهم } : أي وهو أي جزاء ما كسبوا من الباطل والشرك نازل بهم معذبون به لا محالة .

{ والذين آمنوا وعملوا الصالحات } : آمنوا بالله ولقائه وآياته ورسوله وأدوا الفرائض واجتنبوا المحارم .

{ في روضات الجنات } : أي هم في روضات الجنات ، والروضة في الجنة أنزه مكان فيها .

{ لهم ما يشاءون عند ربهم } : أي لهم فيها ما تشتهيه أنفسهم وتلذه أعينهم في جوار ربهم .

المعنى :

يقول تعالى لرسوله ترى الظالمين يوم القيامة مشفقين أي خائفين مما كسبوا أي من جزاء ما كسبوا من الشرك والمعاصي ، وهو أي العذاب واقع بهم نازل عليهم لا محالة وقوله : { والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير } أي في الوقت الذي يكون فيه الظالمون مشفقين مما كسبوا يكون الذين آمنوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وعملوا الصالحات من الفرائض والنوافل بعد اجتناب الشرك والكبائر في روضات الجنات وهي أنزلها وأحسنها لهم ما يشاءون من النعيم مما تشتهيه الأنفس وتلذه الأعين كل ذلك في جوار رب كريم وقوله { ذلك هو الفضل الكبير } أي ذاك الذي أخبر تعالى به أنهم فيه من روضات الجنات وغيره هو الفضل الكبير الذي تفضل الله تعالى عليهم به .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{تَرَى ٱلظَّـٰلِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعُۢ بِهِمۡۗ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فِي رَوۡضَاتِ ٱلۡجَنَّاتِۖ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ} (22)

قوله : { تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا } { مُشْفِقِينَ } منصوب على الحال من الظالمين ؛ لأن { تَرَى } ، هنا من رؤية العين لا القلب{[4099]} . وذلك وصف لحال الخاسرين يوم القيامة ؛ إذ يغشى قلوبهم الخوف والذعر جزاء كفرهم وعصيانهم .

والمعنى : ترى الكافرين المكذبين يوم القيامة يا محمد خائفين وجلين من عذاب الله بسبب كفرهم وعصيانهم في الدنيا { وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ } وما يخشونه من العذاب نازل بهم ليصلوه لا محالة .

قوله : { وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ } المؤمنون المطيعون لله ، المذعنون لجلاله بالخضوع ، يقيمون في روضات الجنات فيهنئون فيها ويتنعَّمون . وروضات الجنات جمع روضة وهي الموضع الذي يكثر فيه النبات والخضرة { لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ } لهم في الجنة ما تشتهيه أنفسهم وتلذُّ به أعينهم من الطيبات والنعم .

قوله : { ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ } الإشارة عائدة إلى ما ذكر من التنعم والتلذذ والسرور في روضات الجنات . وذلك هو الفضل من الله وقد وصفه بأنه كبير ؛ لأنه في غاية الكمال من النعمة ؛ إذ لا يعْدِله فضل ولا تساويه نعمة من نعم الدنيا . {[4100]}


[4099]:البيان لابن الأنباري ج 2 ص 347.
[4100]:فتح القدير ج 4 ص 533 وتفسير الرازي ج 27 ص 146 والكشاف ج 3 ص 464.