أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ} (18)

شرح الكلمات :

{ ما يلفظ من قول } : أي ما يقول من قول .

{ إلا لديه رقيب عتيد } : أي إلا عنده ملك رقيب حافظ عتيد حاضر معد للكتابة .

المعنى :

ولفظ قعيد معناه قاعد كجليس بمعنى مجالس أو جالس ، وقوله تعالى { ما يلفظ من قول } أي ما يقول الإِنسان إلا لديه رقيب عتيد أي إلا عنده ملك رقيب حافظ ، وعتيد حاضر لا يفارقانه مدى الحياة إلا أنهما يتناوبان ملكان بالنهار ، وملكان بالليل ويجتمعون في صلاتي الصبح والعصر .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ} (18)

قوله : { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } يعني ما يتكلم ابن آدم بكلمة إلا ومعه { رقيب } ، وهو ملك يرقب قوله فيكتبه . و { عتيد } ، وهو الحاضر المهيأ{[4319]} .

واختلف أهل التأويل ، هل يكتب الملك كل شيء من الكلام . ثمة أقوال في ذلك . فقد قيل : يكتب على ابن آدم كل شيء حتى الأنين في مرضه ، فقد ذكر عن الإمام أحمد أنه كان يئن في مرضه فبلغه عن طاووس أنه قال : يكتب الملك كل شيء حتى الأنين ، فلم يئن أحمد حتى مات رحمه الله . وقيل : لا يكتب إلا ما يؤجر به المرء أو يؤزر عليه . وقيل : يكتب عليه كل ما يتكلم به حتى إذا كان آخر النهار محي عنه ما كان مباحا مما لا علاقة له بالأجر أو الوزر .


[4319]:مختار الصحاح ص 410.