التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ} (18)

قوله تعالى { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد }

قال ابن ماجة : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا محمد بن بشر : ثنا محمد بن عمرو . حدثني أبي عن أبيه علقمة بن وقاص ، قال : مرّ به رجل له شرف . فقال له علقمة : إن لك رحما . وإن لك حق . وإني رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء . وتتكلم عندهم بما شاء الله أن تتكلم به . وإني سمعتُ بلال بن الحارث المزني ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم القيامة وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سُخطه إلى يوم يلقاه ) .

قال علقمة : فانظر ، ويحك  ! ماذا تقول ، وماذا تكلم به . فرُبّ كلام ، قد منعني أن أتكلم به ، ما سمعتُ من بلال بن الحارث .

( السنن- ك الفتن ، ب كف اللسان عن الفتنة ح 3969 ) ، أخرجه أحمد والترمذي والنسائي والحاكم من طريق محمد بن عمرو به نحوه وقال الترمذي : حسن صحيح . قال ابن كثير : وله شاهد في الصحيح . ( المسند 3/469- السنن- الزهد ، ب ما جاء في قلة الكلام ) ، وانظر تفسير ابن كثير ( 7/377 ) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والمستدرك ( 1/44-45 ) ، وذكره الألباني في ( السلسلة الصحيحة ح 888 ) .