فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ} (18)

{ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } أي ما يتكلم من كلام ، فيلفظه ويرميه من فيه إلاّ لديه : أي أن ذلك اللافظ رقيب : أي ملك يرقب قوله ويكتبه ، والرقيب : الحافظ المتتبع لأمور الإنسان الذي يكتب ما يقوله من خير وشر ، فكاتب الخير هو ملك اليمين ، وكاتب الشرّ ملك الشمال . والعتيد : الحاضر المهيأ .

قال الجوهري : العتيد الحاضر المهيأ ، يقال : عتده تعتيداً وأعتده اعتداداً أي أعده ، ومنه { وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ متكأ } [ يوسف : 31 ] والمراد هنا : أنه معدّ للكتابة مهيأ لها .

/خ35