اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ} (18)

قوله : { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ } أي ما يتكلم من كلام فيلقيه أي يرميه من فيه { إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } حافظ حاضر . وقرأ العامة «يَلْفِظُ » بكسر الفاء . ومحمد بن ( أبي ) {[52377]} مَعْدَان{[52378]} بفتحها{[52379]} . وَ«رَقِيبٌ عَتِيدٌ » قيل : هو بمعنى رقيبان عتيدان أينما كان . قال الحسن ( رضي الله عنه ) {[52380]} إن الملائكة يجتنبون الإنسان على حالتين عند غَائِطِهِ ، وعند جَمَاعِهِ . وقال مجاهد : يكتبان عليه حتى أنينه في مرضه ، وقال عكرمة : لا يكتبان إلا ما يؤجر عليه ويُوزَرُ فيه . وقال الضحاك : مَجْلِسُهُمَا تحت الشعر على الحَنَك ومثله عن الحسن يعجبهُ أن ينظف عَنْفَقَتَه{[52381]} . وروى أبو أُمامة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «كاتب الحسنات على يمين الرَّجل وكاتِبُ السَّيئات على يسار الرَّجُلِ وَكَاتِبُ الْحَسَنَاتِ أَمِينٌ عَلَى كَاتِبِ السَّيِّئاتِ ، فَإذَا عَمِلَ حَسَنةً كَتَبَهَا صَاحِبُ الْيَمِينِ عَشْراً ، وَإِذَا عَمِلَ سَيِّئَةً قَالَ صَاحِبُ الْيَمِينِ لِصَاحِبِ الشِّمَالِ : دَعْهُ سَبْعَ سَاعَاتٍ لَعَلَّهُ يُسَبِّحُ أَوْ يَسْتَغْفِرُ » .


[52377]:زيادة من (ب).
[52378]:ولم أعثر على ترجمة له.
[52379]:في مختصر ابن خالويه نلفظ بفتح النون التعظيمية وكسر الفاء ولعله سهو من المحقق للكتاب انظر المختصر 144.
[52380]:زيادة من (ب).
[52381]:قيل: هي ما بين الشفة السفلى والذقن منه لخفة شعرها. وقيل: ما بين الذقن وطرف الشفة السفلى كأن عليها ولم يكن. وقيل غير ذلك. انظر اللسان والصّحاح "عنفق".