السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ} (18)

{ ما يلفظ } أي : يرمي ويخرج المكلف من فيه وعمم في النفي بقوله تعالى { من قول } جل أو قل { إلا لديه } أي : الإنسان أو القول على هيئة من القدرة والعظمة من أغرب المستغرب { رقيب } من حفظتنا شديد المراعاة في كل من أحواله { عتيد } أي : حاضر مراقب غير غافل بوجه قال الجلال المحلي : وكل منهما بمعنى المثنى أي رقيبان عتيدان . روى أبو أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «كاتب الحسنات على يمين الرجل وكاتب السيئات على يسار الرجل وكاتب الحسنات أمين على كاتب السيئات فإذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشراً وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال : دعه سبع ساعات لعله يسبح أو يستغفر » .

تنبيه : اختلف فيما يكتبان فقال مجاهد : يكتبان عليه حتى أنينه في مرضه . وقال عكرمة : لا يكتبان إلا ما يؤجر أو يوزر فيه .

فائدتان : إحداهما : قال الحسن : إن الملائكة يجتنبون الإنسان عند حالتين عند غائطه وعند جماعه .