{ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } أي ما يتكلم من كلام فيلفظه ويرميه من فيه إلا لدى ذلك اللافظ ملك يرقب قوله ويكتب ، والرقيب الحافظ المتتبع لأمور الإنسان الذي يكتب ما يقوله من خير وشر ، فكاتب الخير هو ملك اليمين . وكاتب الشر ملك الشمال . والعتيد الحاضر المهيأ . قال الجوهري : العتيد المهيأ . يقال : عتده تعتيدا وأعتده إعتادا . أي أعده .
ومنه : { وأعتدت لهن متكأ } والمراد ههنا أنه معد للكتابة مهيأ لها . والإفراد في رقيب عتيد مع إطلاعهما معا على ما صدر منه لما أن كل منهما رقيب لما فوض إليه لما فوض لصاحبه كما ينبئ عنه قوله : عتيد . وتخصيص القول بالذكر لإثبات الحكم في الفعل بدلالة النص . فعلم أن كلا منهما يقال له : { رقيب عتيد } . ويعلم من هذه الآية أن الملكين معدان لذلك بخلاف الأولى فإنه لا يعلم منها ذلك ، وأيضا يعلم من هذه صريحا أن الملك يضبط كل لفظ ولا يعلم ذلك من الأولى ، قال أبو سعيد في الآية : يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر حتى إنه ليكتب قوله أكلت شربت ذهبت جئت رأيت حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر منه ما كان من خير أو شر وألقي سائره فذلك قوله : { يمحو الله ما يشاء ويثبت } وقال ابن عباس : إنما يكتب الخير والشر ، لا يكتب يا غلام أسرج الفرس يا غلام أسقني الماء .
وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله غفر لهذه الأمة ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم {[1532]} .
وعن عمرو بن ذر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله عند لسان كل قائل فليتق الله عبد ولينظر ما يقول " أخرجه أحمد وأبو نعيم والبيهقي في الشعب وابن أبي شيبة وأخرجه الحكيم الترمذي عن ابن عباس مرفوعا مثله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.