أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥ وَلَهُۥٓ أَجۡرٞ كَرِيمٞ} (11)

شرح الكلمات :

{ من ذا الذي يقرض الله } : أي بإنفاقه ماله في سبيل الله الذي هو الجهاد .

{ قرضا حسنا } : أي قرضا لا يريد به غير وجه الله تعالى .

{ فيضاعفه له } : أي الدرهم بسبعمائة درهم .

{ وله أجر كريم } : أي يوم القيامة وهو الجنة دار النعيم المقيم .

المعنى :

وقوله تعالى { من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً } أي مخلصا فيه لله طيبة به نفسه { فيضاعفه له } ربه في الدرهم سبعمائة درهم ، { وله أجر كريم } ألا وهو الجنة دار السلام .

الهداية

من الهداية :

- الترغيب في الإِنفاق في سبيل الله بمضاعفة الأجر حتى يكون الدينار بألف دينار عند الله تعالى وما عند الله خير وأبقى ، وللآخرة خير من الأولى .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥ وَلَهُۥٓ أَجۡرٞ كَرِيمٞ} (11)

قوله : { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم } المراد بالقرض ههنا الإنفاق في سبيل الله . أو هو بذل المال في وجوه الخير طلبا لمرضاة الله .

وفي الآية تحضيض مؤثر وكريم على إنفاق المال في وجوه الخير كبذله في سبيل الله وإنفاقه على الأهل والأولاد والعيال والأرحام وغيرهم من المحاويج ومن ينفقه يكن له أجر عظيم وهو قوله : { فيضاعفه له } أي يعطيه من الأجر أضعافا مضاعفة { وله أجر كريم } أي وله فوق تلك الأضعاف المضاعفة أجر عظيم وكريم في نفسه وهي الجنة . وقد روي عن ابن مسعود قال : لما نزلت هذه الآية { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له } قال أبو الدحداح الأنصاري : يا رسول الله وإن الله ليريد منا القرض ؟ قال : " نعم يا أبا الدحداح " قال : أرني يدك يا رسول الله . قال : فناوله يده . قال : فإني قد أقرضت ربي حائطي . وله حائط فيه ستمائة نخلة ، وأم الدحداح فيه وعيالها . فجاء أبو الدحداح فناداها : يا أم الدحداح . قالت : لبيك . قال : اخرجي فقد أقرضته ربي عز وجل . وفيه رواية أنها قالت له : ربح بيعك يا أبا الدحداح . ونقلت منه متاعها وصبيانها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كم من عذق رداح في الجنة ودار فياح لأبي الدحداح " {[4458]} .


[4458]:تفسير ابن كثير جـ 4 ص 308 وتفسير النسفي جـ 4 ص 224 وتفسير البيضاوي ص 715.