تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥ وَلَهُۥٓ أَجۡرٞ كَرِيمٞ} (11)

الآية 11 وقوله تعالى : { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم } قد ذكرنا في ما تقدم أنه ، جل وعلا ، عامل بكرمه وجوده معاملة من لا حق له ولا ملك في أنفسهم وأموالهم لا معاملة من{[20600]}حقيقة أملاكهم وأموالهم وأنفسهم له من نحو ما ذكر من الإقراض له وما ذكر من شرائه أنفسهم وأموالهم منهم بأن لهم الجنة وما ذكر لأعمالهم من الأجر ، وهو عبيده ، وأعمالهم التي يعملون لأنفسهم كأنهم عاملون له ، وما يمسكون لأنفسهم يدخرونها في وقت الحاجة لهم سماه قرضا ، وما يكتسبون به للحياة الدائمة والنعم الباقية فهم المنتفعون بها . ولا أحد في الشاهد يستقرض مال نفسه من آخر ، يبذل ، ثم يعطى له الأجر على ذلك . هذا كله خارج عن عادة الخلق وطبعهم وصنيعهم بعضهم مع بعض .

لكن عاملهم بما يليق بكرمه وجوده ، وعد لهم بما أمسكوا لأنفسهم أضعافا مضاعفة .

ثم جائز تسمية ما يمسكون لوقت حاجتهم قرضا لئلا يمنوا على الفقراء وأهل الحاجة بما أعطوهم منه لما عرف من طبعهم الامتنان عليهم أو لما يدفع عنهم مؤونة حفظ ذلك إلى وقت حاجتهم من السرقة والغضب وغير ذلك من أنواع ما يخاف التلف منها ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { وله أجر كريم } قال أهل التأويل : أي أجر حسن ، والله أعلم

وجائز تسميته كريما لما أن من ناله يصير كريما ، أو لما يؤمل ، ويرجى أن يكون لهم ذلك .

والكريم في الشاهد هو الذي يرجى منه كل خير ، ويؤمل ، والله أعلم .


[20600]:من م، ساقطة من الأصل