ثم رغب سبحانه في الصدقة فقال : { مَّن ذَا الذي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا } أي من ذا الذي ينفق ماله في سبيل الله ، فإنه كمن يقرضه ، والعرب تقول لكل من فعل فعلاً حسناً قد أقرض ، ومنه قول الشاعر :
وإذا جوزيت قرضاً فأجزه *** إنما يجزى الفتى ليس الجمل
قال : الكلبي { قَرْضًا } أي صدقة { حَسَنًا } أي محتسباً من قلبه بلا منّ ولا أذى . قال مقاتل : حسناً طيبة به نفسه ، وقد تقدّم تفسير الآية في سورة البقرة { فَيُضَاعِفَهُ لَهُ } قرأ ابن عامر وابن كثير : «فيضعفه » بإسقاط الألف إلاّ أن ابن عامر ويعقوب نصبوا الفاء . وقرأ نافع وأهل الكوفة والبصرة ، { فيضاعفه } بالألف وتخفيف العين إلاّ أن عاصماً نصب الفاء ورفع الباقون . قال ابن عطية : الرّفع على العطف على { يقرض } ، أو الاستئناف والنصب لكون الفاء في جواب الاستفهام . وضعَّف النصب أبو عليّ الفارسي قال لأن السؤال لم يقع عن القرض ، وإنما وقع عن فاعل القرض ، وإنما تنصب الفاء فعلاً مردوداً على فعل مستفهم عنه ، لكن هذه الفرقة حملت ذلك على المعنى ، كأن قوله : { مَّن ذَا الذي يُقْرِضُ الله } بمنزلة قوله : أيقرض الله أحد { وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } وهو الجنة ، والمضاعفة هنا هي كون الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف على اختلاف الأحوال والأشخاص والأوقات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.