السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥ وَلَهُۥٓ أَجۡرٞ كَرِيمٞ} (11)

ثم رغب في الإنفاق بقوله تعالى : { من } وأكد بالإشارة بقوله تعالى : { ذا } لأجل ما للنفوس من الشح { الذي يقرض الله } أي : يعطي الذي له جميع صفات الجلال والإكرام شبه ذلك بالقرض على سبيل المجاز لأنه إذا أعطى المستحق ما له لوجه الله تعالى فكأنه أقرضه إياه { قرضاً حسناً } أي : طيباً خالصاً مخلصاً فيه متحرياّ به أفضل الوجوه من غير منّ وكدر بتسويف وغيره { فيضاعفه له } أي : يؤتي أجره من عشرة إلى أكثر من سبعمائة كما ذكره في البقرة إلى ما شاء الله تعالى من الأضعاف ، وقيل : القرض الحسن أن يقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وقال زيد بن أسلم : هو النفقة على الأهل ، وقال الحسن : التطوع بالعبادات ، وقرأ ابن عامر وعاصم بنصب الفاء بعد العين والباقون بالرفع وقرأ ابن كثير وابن عامر بغير ألف بعد الضاد وتشديد العين ، والباقون بألف بعد الضاد وتخفيف العين { وله } أي : للمقرض زيادة على ذلك { أجر } لا يعلم قدره إلا الله تعالى وهو معنى وصفه بقوله تعالى : { كريم } أي : حسن طيب زاك تامّ .