أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{سَنُرِيهِمۡ ءَايَٰتِنَا فِي ٱلۡأٓفَاقِ وَفِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ أَوَلَمۡ يَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (53)

شرح الكلمات :

{ في الآفاق وفي أنفسهم } : أي في أقطار السموات والأرض من المخلوقات وأسرار خلقها وفي أنفسهم من لطائف الصنعة وعجائب وبدائع الحكمة .

{ حتى يتبين لهم أنه الحق } : أي أن القرآن كلام الله ووحيه إلى رسوله حقا ، وأن الإِسلام حق .

المعنى :

ثم قال تعالى : { سنريهم آياتنا } الدالة على صدقنا وصدق رسولنا فيما أخبرناهم به ودعوناهم إليه من الإِيمان والتوحيد والبعث والجزاء وذلك في الآفاق أي من أقطار السموات والأرض مما ستكشف عنه الأيام من عجائب تدبير الله ولطائف صنعه ، وفى أنفسهم أيضا أي في ذواتهم حتى يتبين لهم أنه الحق ، من ذلك فتح القرى والأمصار وانتصار الإِسلام كما أُخبر به القرآن ، ووقعة بدر وفتح مكة من ذلك وما ظهر لِحَدّ الآن من كشوفات في الآفاق وفى الأنفس مما أشار إليه القرآن ما هو أعجب من ذلك قوله تعالى : { ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون } فنظام الزوجية الساري في كل جزئيات الكون شاهد قوي على صدق القرآن وأنه الحق من عند الله ، وان الله حق وأن الساعة حق وقوله تعالى : { أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ؟ } هذا توبيخ لهؤلاء المكذبين بإعلامهم أن شهادة الله كافية في صدق محمد وما جاء به إن الله هو المخبر بذلك والآمر بالإيمان به فكيف يطالبون بالآيات على صدق القرآن ومن نزل عليه والله المرسل للرسول والمنزل للكتاب .

الهداية :

من الهداية :

- صدق وعد الله تعالى حيث أرى المشركين وغيرهم آياته الدالة على وحدانيته وصحة دينه وصدق أخباره ما آمن عليه البشر الذين لا يعدون كثرة .

- ما من اكتشاف ظهر ويظهر إلا والقرآن أدخله في هذه الآية سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم .

- الإِشارة إلى أن الإِسلام سيعلم صحته وسيدين به البشر أجمعون في يوم ما من الأيام .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{سَنُرِيهِمۡ ءَايَٰتِنَا فِي ٱلۡأٓفَاقِ وَفِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ أَوَلَمۡ يَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (53)

{ سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم } الضمير لقريش وفيها ثلاثة أقوال :

أحدها : أن الآيات في الآفاق هي فتح الأقطار للمسلمين والآيات في أنفسهم هي فتح مكة فجمع ذلك وعدا للمسلمين بالظهور ، وتهديدا للكفار ، واحتجاجا عليهم بظهور الحق وخمول الباطل . والثاني : أن الآيات في الآفاق هي ما أصاب الأمم المتقدمة من الهلاك وفي أنفسهم يوم بدر . الثالث : أن الآيات في الآفاق : هي خلق السماء وما فيها من العبر والآيات ، وفي أنفسهم خلقة بني آدم وهذا ضعيف لأنه قال : { سنريهم } بسين الاستقبال ، وقد كانت السموات وخلقة بني آدم مرئية ، والأول هو الراجح إنه لحق الضمير للقرآن أو للإسلام .