الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{سَنُرِيهِمۡ ءَايَٰتِنَا فِي ٱلۡأٓفَاقِ وَفِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ أَوَلَمۡ يَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (53)

ثم وعد تعالى نَبِيَّهُ عليه السلام بأَنَّهُ سَيُرِي الكُفَّارَ آياته ، واختلف في معنى قوله سبحانه : { فِي الأفاق وَفِى أَنفُسِهِمْ } فقال المِنْهَالُ والسُّدِّيُّ وجماعةٌ : هو وَعْدٌ بما يفتحه اللَّه على رسوله من الأقطارِ حَوْلَ مَكَّةَ ، وفي غيرِ ذَلِكَ مِنَ الأَرْضِ ؛ كخَيْبَرَ ونحوها { وَفِي أَنفُسِهِمْ } : أراد به فَتْحَ مَكَّةَ .

قال ( ع ) : وهذا تأويلٌ حَسَنٌ ، يتضمَّن الإعلام بِغَيْبٍ ظَهَرَ بَعْدَ ذلك ، وقال قتادةُ والضَّحَّاكُ { سَنُرِيهِمْ آياتنا فِي الأفاق } : هو ما أصاب الأُمَمَ المُكَذِّبَةَ في أقطار الأرض قديماً ، { وَفِى أَنفُسِهِمْ } : يوم بدر ، والتأويلُ الأَوَّلُ أرْجَحُ ، واللَّه أعلم ، والضمير في قوله تعالى : { أَنَّهُ الحق } عائد على الشرع والقرآن فبإظهار اللَّهِ نَبِيَّهُ وفتحِ البلاد عليه : { يتبيَّن لهم أَنَّه الحَقُّ } .

وقوله : { بِرَبِّكَ } قال أبو حَيَّان : الباء زائدة ، وهو فاعل { يَكُفَّ } أي : أو لَمْ يَكْفِهِمْ رَبُّكَ ؟ انتهى ، وباقي الآية بَيِّنٌ .