النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{سَنُرِيهِمۡ ءَايَٰتِنَا فِي ٱلۡأٓفَاقِ وَفِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ أَوَلَمۡ يَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (53)

قوله عز وجل : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ } فيه خمسة أقاويل :

أحدها : أن في الآفاق فتح أقطار الأرض ، وفي أنفسهم فتح مكة ، قاله السدي .

الثاني : في الآفاق ما أخبر به من حوادث الأمم ، وفي أنفسهم ما أنذرتهم به من الوعيد .

الثالث{[2462]} : أنها في الآفاق آيات السماء وفي أنفسهم حوادث الأرض .

الرابع : أنها في الآفاق إمساك القطر عن الأرض كلها وفي أنفسهم البلاء الذي يكون في أجسادهم ، قاله ابن جريج .

الخامس : أنها في الآفاق انشقاق القمر ، وفي أنفسهم كيف خلقناهم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ، وكيف إدخال الطعام والشراب من موضع واحدٍ وإخراجه من موضعين آخرين{[2463]} ، قاله الضحاك .

{ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ } فيه وجهان :

أحدهما : يتبين لهم أن القرآن حق .

الثاني : أن ما جاءهم به الرسول صلى الله عليه وسلم ودعاهم إليه حق .

{ أَولَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ } يعني أو لم يكفك من ربك .

{ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } يحتمل وجهين :

أحدهما : عليم .

الثاني : حفيظ .


[2462]:هذا الوجه ساقط من ح.
[2463]:في الأصول من آخر والزيادة من تفسير القرطبي.