الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{سَنُرِيهِمۡ ءَايَٰتِنَا فِي ٱلۡأٓفَاقِ وَفِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ أَوَلَمۡ يَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (53)

{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ } قال ابن عباس : يعني منازل الأمم الخالية .

{ وَفِي أَنفُسِهِمْ } بالبلاء والأمراض ، وقال المنهال والسدي : في الآفاق يعني ما يفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم من الآفاق ، وفي أنفسهم : مكّة ، وقال قتادة : في الآفاق يعني وقائع الله تعالى في الأمم ، وفي أنفسهم ، يوم بدر . عطاء وابن زيد : في الآفاق يعني أقطار الأرض والسّماء من الشمس والقمر والنجوم والنبات والأشجار والأنهار والبحار والأمطار ، وفي أنفسهم من لطيف الصنعة وبديع الحكمة ، وسبيل الغائط والبول ، حتّى إنّ الرجل ليأكل ويشرب من مكان واحد ، ويخرج ما يأكل ويشرب من مكانين .

{ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ } يعني إنّ ما نريهم ونفعل من ذلك هو الحقّ ، وقيل : إنّه يعني الإسلام ، وقيل : محمد صلى الله عليه وسلم وقيل : القرآن { أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } .