أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمۖ بَلۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّۖ أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ} (41)

شرح الكلمات :

{ قالوا سبحانك } : أي قالت الملائكة سبحانك أي تقديساً لك عن الشرك وتنزيهاً .

{ أنت ولينا من دونهم } : أي لا موالاة بيننا وبينهم أي يتبرأوا منهم .

{ بل كانوا يعبدون الجن } : أي الشياطين التي كانت تتمثل لهم فيحسبونها ملائكة فيطيعونها فتلك عبادتهم لها .

المعنى :

فيقولون : { سبحانك } أي تنزيهاً لك عن الشرك وتقديساً { أنت ولينا من دونهم } أما هم فلا ولاية بيننا وبينهم { بل كانوا يعبدون الجن } أي الشياطين { أكثرهم بهم مؤمنون } أي مصدقون فأطاعوهم في عبادة الأصنام وعصوك وعصوا رسلك فلم يعبدوك ولم يطيعوا رسلك .

الهداية :

من الهداية :

- أن من كانوا يعبدون الملائكة والأنبياء والصالحين إنما كانوا يعبدون الشياطين إذ هي التي زينت لهم الشرك . أما الملائكة والأنبياء والأولياء فلم يرضوا بذلك منهم فضلا عن أن يأمروهم به .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمۖ بَلۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّۖ أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ} (41)

و { قَالُوا سُبْحَانَكَ } أي : تنزيها لك وتقديسا ، أن يكون لك شريك ، أو ند { أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ } فنحن مفتقرون إلى ولايتك ، مضطرون إليها ، فكيف ندعو غيرنا إلى عبادتنا ؟ أم كيف نصلح لأن نتخذ من دونك أولياء وشركاء ؟ "

ولكن هؤلاء المشركون { كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ } أي : الشياطين ، يأمرون{[739]}  بعبادتنا أو عبادة غيرنا ، فيطيعونهم بذلك . وطاعتهم هي عبادتهم ، لأن العبادة الطاعة ، كما قال تعالى مخاطبا لكل من اتخذ معه آلهة { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ }

{ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ } أي : مصدقون للجن ، منقادون لهم ، لأن الإيمان هو : التصديق الموجب للانقياد .


[739]:- في ب: يأمرونهم.