فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمۖ بَلۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّۖ أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ} (41)

{ ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون 40 قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون 41 }

ولو ترى- يامن تتأتى منه الرؤية- إذ الظالمون موقوفون ، ولو تراهم إذ هم مجموعون ليوم الحساب ، نجمع الضعفاء والمستكبرين ، والعابدين والمعبودين ، )يوم يقوم الناس لرب العالمين( {[3770]} لرأيت الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ، والخزي والسوء يومئذ على الكافرين ، ثم يسأل الله تعالى الملائكة ليكذبوا هؤلاء المشركين ، فإذا هم من الندامى المقبوحين ، كما جاء في قول المولى- تبارك اسمه- )ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل . قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا . فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا . . ( {[3771]} ، فتنزه الملائكة مولانا عن الشريك والند ، ولا نوالي سواك ، ونعادي من عاداك[ أنت ربنا الذي نتولاه ونطيعه ، ونعبده ونخلص في العبادة له . { بل كانوا يعبدون الجن } أي يطيعون إبليس وأعوانه . وفي التفاسير : أن حيا يقال لهم بنو مليح من خزاعة كانوا يعبدون الجن ، يزعمون أن الجن تتراءى لهم ، وأنهم ملائكة ، وأنهم بنات الله ، وهو قوله : )وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا . . ( {[3772]} ]{[3773]} .

مما أورد الألوسي : وظاهر العطف بثم يقتضي أن القول للملائكة متراخ عن الحشر . . و{ هؤلاء } مبتدأ و { كانوا يعبدون } خبره و{ إياكم } مفعول { يعبدون } قدم للفاصلة مع أنه أهم لأمر التفريع . . { أكثرهم بهم مؤمنون } الضمير الثاني للجن والأول للمشركين . . اه .


[3770]:سورة المطففين. الآية 6.
[3771]:سورة الفرقان. الآيتان: 17، 18، ومن الآية 19.
[3772]:سورة الصافات. من الآية 158.
[3773]:ما بين العارضتين مما أورد القرطبي جـ 14 ص309.