الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمۖ بَلۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّۖ أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ} (41)

والموالاة : خلاف المعاداة . ومنها : اللَّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه . وهي مفاعلة من الولي وهو القرب ، كما أنّ المعاداة من العدواء ، وهي البعد ، والولي : يقع على الموالي والموالى جميعاً . والمعنى أنت الذي نواليه من دونهم ، إذ لا موالاة بيننا وبينهم ، فبينوا بإثبات موالاة الله ومعاداة الكفار : براءتهم من الرضا بعبادتهم لهم ؛ لأنّ من كان على هذه الصفة كانت حاله منافية لذلك { بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ الجن } يريدون الشياطين ، حيث أطاعوهم في عبادة غير الله . وقيل : صوّرت لهم الشياطين صور قوم من الجن وقالوا : هذه صور الملائكة فاعبدوها . وقيل : كانوا يدخلون في أجواف الأصنام إذا عبدت ، فيعبدون بعبادتها . وقرىء : «نحشرهم » ونقول ، بالنون والياء .