أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۗ وَلَا تَعۡجَلۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مِن قَبۡلِ أَن يُقۡضَىٰٓ إِلَيۡكَ وَحۡيُهُۥۖ وَقُل رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا} (114)

شرح الكلمات :

{ فتعالى الله الملك الحق } : أي عما يقول المفترون ويشرك المشركون .

{ ولا تعجل بالقرآن } : أي بقراءته .

{ من قبل أن يقضى إليك وحيه } : أي من أن يفرغ جبريل من قراءته عليك .

المعنى :

وأما الآية الثانية وهي قوله تعالى { فتعالى الله الملك الحق } فإن الله تعالى يخبر عن علوه من سائر خلقه وملكه لهم وتصرفه فيهم وقهره لهم ، ومن ثم فهو منزه عن الشريك والولد وعن كل نقص يصفه به المفترون الكذابون .

وقوله : { ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه } يعلم تعالى رسوله كيفية تلقي القرآن عن جبريل عليه السلام فيرشده إلى أنه لا ينبغي أن يستعجل في قراءة الآيات ولا في إملائها على أصحابها ولا في الحكم بها حتى يفرغ جبريل من قراءتها كاملة عليه وبيان مراد الله تعالى منها في إنزالها عليه . وطلب إليه أن يسأله المزيد من العلم بقوله : { وقل رب زدني علما } ، وفيه إشعار بأنه دائماً في حاجة إلى المزيد ، ولذا فلا يستعجل ولكن يتريث ويتمهل ، وهذا علماء أمته أحوج منه صلى الله عليه وسلم فالاستعجال في الفتيا وفي إصدار الحكم كثيراً ما يخطئ صاحبهما .

الهداية

من الهداية :

- إثبات علو الله تعالى وقهره لعباده وملكه لهم وتنزهه عن الولد والشريك وكل نقص يصفه به المبطلون .

- استحباب التريث والتأني في قراءة القرآن وتفسيره وإصدار الحكم وألفيتا منه .

- الترغيب في طلب العلم والمزيد من التحصيل العلمي وإشعار النفس بالجهل والحاجة إلى العلم .