تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۗ وَلَا تَعۡجَلۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مِن قَبۡلِ أَن يُقۡضَىٰٓ إِلَيۡكَ وَحۡيُهُۥۖ وَقُل رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا} (114)

الآية 114 : وقوله تعالى : { فتعالى الله الملك الحق } مثل هذا إنما يذكر{[12459]} على نوازل كانت إما قولا أو فعلا . يقال : فتعالى الله عن ذلك . لكن لم تذكر النوازل ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه } يحتمل ما قاله أهل التأويل : إن جبريل كان إذا أتاه بالسورة وبالآي فيتلوها كلها{[12460]} ، فلا يفرغ جبريل من التلاوة حتى يتلوها{[12461]} رسول الله صلى الله عليه وسلم [ من أولها ] {[12462]} مخافة أن ينساها . فأنزل الله : { ولا تعجل بالقرآن } فتقرأه { من قبل أن } يفرغ من تلاوته عليك ، وقد أمنه من النسيان بقوله : { سنقرئك فلا تنسى } [ الأعلى : 6 ] وقوله : {[12463]} { لا تحرك به لسانك لتعجل به } [ القيامة : 16 ] .

ثم أمره عز وجل أن يسأله أن يزيد له علما [ بقوله ] {[12464]} { وقل رب زدني علما }

ويحتمل أن يكون قوله : { ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه } أي لا تعجل بما ذُكر من الوعيد لهم في القرآن من قبل أن يأتي وقته كقوله : { فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا } [ مريم : 84 ] .

[ وقوله تعالى : { ولا تعجل بالقرآن ] {[12465]} من قبل أن يقضى وحيه } جائز ما قاله أهل التأويل : أنه كان يتلو مع تلاوة جبريل ، فقال له : { ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه } إن ثبت عنه أنه كان يتلو من تلاوة جبريل : وجائز النهي من غير أن كان منه ما ذكر ، والله أعلم ، على ما نهى هو عن أشياء من [ غير ] {[12466]} أن كان منه ذلك .


[12459]:من م، في الأصل: يتذكر.
[12460]:في الأصل وم: عليها.
[12461]:في الأصل وم: يتكلم.
[12462]:في الأصل وم: بأولها.
[12463]:في الأصل وم: وكذلك.
[12464]:ساقطة من الأصل وم.
[12465]:من م، ساقطة من الأصل.
[12466]:من م، ساقطة من الأصل.