أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِيَ مِن فَوۡقِهَا وَبَٰرَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقۡوَٰتَهَا فِيٓ أَرۡبَعَةِ أَيَّامٖ سَوَآءٗ لِّلسَّآئِلِينَ} (10)

شرح الكلمات :

{ وجعل فيها رواسي } : أي جبالاً ثوابت .

{ وبارك فيها } : أي في الأرض بكثرة المياه والزروع والضروع .

{ وقدر فيها أقواتها } : أي أقوات الناس والبهائم .

{ في أربعة أيام } : أي في تمام أربعة أيام وهي الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء .

{ سواء للسائلين } : أي في أربعة أيام هي سواء لمن يسال فإنها لا زيادة فيها ولا نقصان .

معنى الكلمات :

وقوله تعالى في الآية الثانية ( 9 ) { وجعل فيها } أي في الأرض رواسي أي جبالا ثوابت ترسو في الأرض حتى لا تميد بأهلها ولا تميل فيخرب كل شيء عليها ، { وبارك فيها } بكثرة المياه والرزق والضروع والخيرات { وقد فيها أقواتها } تقديراً يعجز البيان عن وصفه ، والقلم عن رقمه والآلات الحاسبة عن عِدّة . وذلك كله من الخلق والتقدير { في أربعة أيام سواء } لمن يسأل عنها إنها الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء أي مقدرة بأيامنا هذه التي تكونت نتيجة الشمس والقمر والليل والنهار فلا تزيد يوماً ولا تنقص آخر .

الهداية :

من الهداية :

- لا تعارض بين قوله تعالى في هذه الآية ثم استوى إلى السماء المشْعِر بأن خلق السموات كان بعد خلق الأرض ، وبين قوله ، والأرض بعد ذلك دحاها من سورة والنازعات المفهم أن دَحْوَ الأرض كان بعد خلق السماء ، إذ فسر تعالى دَحْوَ الأرض بإخراج مائها ومرعاها وهو ما ترعاه الحيوانات التي سيخلقها عليها ، ثم قوله خلق الأرض في يومين على صورة يعلمها هو ولا نعلمها نحن ، وتقدير الأقوات في قوله وقدر فيها أقواتها لا يستلزم أن يكون فعلا أظهر ما قدره إلى حيز الوجود ، وحينئذ لا تعارض بين ما يدل من الآيات على خلق الأرض أولا ثم خلق السموات وهو الذي صرحت به الأحاديث إذ خلق الأرض في يومين وقدر الأقوات في يومين وبعد أن خلق السموات دحا الأرض فأخرج منها ما قدره فيها من أقوات وأرزاق الحيوانات حسب سنته في ذلك .