وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله { وقدر فيها أقواتها } قال : شق الأنهار ، وغرس الأشجار ، ووضع الجبال ، وأجرى البحار ، وجعل في هذه ما ليس في هذه ، وفي هذه ما ليس في هذه .
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { وقدر فيها أقواتها } قال : قدر في كل أرض شيئاً لا يصلح في غيرها .
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله { وقدر فيها أقواتها } قال : لا يصلح النيسابوري إلا بنيسابور ، ولا ثياب اليمن إلا باليمن .
وأخرج عبد الرزاق عن الحسن { وقدر فيها أقواتها } قال : أرزاقها .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله { سواء للسائلين } قال : من سأل فهو كما قال الله .
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال : خلق الله السموات من دخان ، ثم ابتدأ خلق الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين فذلك قول الله تعالى { قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ثم قدر فيها أقواتها } في يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فذلك قوله { وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ، ثم استوى إلى السماء وهي دخان } فسمكها وزينها بالنجوم والشمس والقمر وأجراهما في فلكهما ، وخلق فيها ما شاء من خلقه وملائكته يوم الخميس ويوم الجمعة ، وخلق الجنة يوم الجمعة ، وخلق اليهود يوم السبت لأنه يسبت فيه كل شيء ، وعظمت النصارى يوم الأحد لأنه ابتدئ فيه خلق كل شيء ، وعظم المسلمون يوم الجمعة لأن الله فرغ فيه من خلقه ، وخلق في الجنة رحمته ، وجمع فيه آدم عليه السلام ، وفيه هبط من الجنة ، وفيه قبلت توبته وهو أعظمها .
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال : إن الله تعالى خلق يوماً فسماه الأحد ، ثم خلق ثانياً فسماه الاثنين ، ثم خلق ثالثاً فسماه الثلاثاء ، ثم خلق رابعاً فسماه الأربعاء ، وخلق خامساً فسماه الخميس ، فخلق الأرض يوم الأحد والاثنين ، وخلق الجبال يوم الثلاثاء ، ولذلك يقول الناس إنه يوم ثقيل ، كذلك وخلق مواضع الأنهار والشجر والقرى يوم الأربعاء ، وخلق الطير والوحش والسباع والهوام والآفة يوم الخميس ، وخلق الإِنسان يوم الجمعة ، وفرغ من الخلق يوم السبت .
وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : إن الله تعالى ابتدأ الخلق وخلق الأرض يوم الأحد والاثنين ، وخلق الأقوات والرواسي يوم الثلاثاء والأربعاء ، وخلق السموات يوم الخميس والجمعة إلى صلاة العصر ، وخلق آدم عليه السلام في تلك الساعة التي لا يوافقها عبد يدعو ربه إلا استجاب له ، فهو ما بين صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس .
وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ما يوم الأحد ؟ قال : " خلق الله فيه الأرض قالوا : فيوم الأربعاء ؟ قال : الأقوات قالوا : فيوم الخميس ؟ قال : فيه خلق الله السموات قالوا : فيوم الجمعة ؟ قال : خلق في ساعتين الملائكة ، وفي ساعتين الجنة والنار ، وفي ساعتين الشمس والقمر والكواكب ، وفي ساعتين الليل والنهار قالوا : ألست تذكر الراحة فقال سبحان الله . . ! فأنزل الله { ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب } [ ق : 38 ] » .
وأخرج أبو الشيخ من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن الله تعالى فرغ من خلقه في ستة أيام . أولهن يوم الأحد ، والاثنين ، والثلاثاء ، والأربعاء ، والخميس ، والجمعة ، خلق يوم الأحد السموات ، وخلق يوم الاثنين الشمس والقمر ، وخلق يوم الثلاثاء دواب البحر ودواب الأرض وفجر الأنهار وقوت الأقوات ، وخلق الأشجار يوم الأربعاء ، وخلق يوم الخميس الجنة والنار ، وخلق آدم عليه السلام يوم الجمعة ، ثم أقبل على الأمر يوم السبت » .
وأخرج ابن جرير عن أبي بكر رضي الله عنه قال : جاء اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد أخبرنا ما خلق الله من الخلق في هذه الأيام الستة ؟ فقال : « خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين ، وخلق الجبال يوم الثلاثاء ، وخلق المدائن والأقوات والأنهار وعمرانها وخرابها يوم الأربعاء ، وخلق السموات والملائكة يوم الخميس إلى ثلاث ساعات يعني من يوم الجمعة ، وخلق في أول ساعة الآجال ، وفي الثانية الآفة ، وفي الثالثة آدم ، قالوا : صدقت أن تممت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ما يريدون فغضب ، فأنزل الله { وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون } [ ق : 38 ] » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.