أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞ وَزِينَةٞ وَتَفَاخُرُۢ بَيۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرٞ فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِۖ كَمَثَلِ غَيۡثٍ أَعۡجَبَ ٱلۡكُفَّارَ نَبَاتُهُۥ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرّٗا ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰمٗاۖ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٞ شَدِيدٞ وَمَغۡفِرَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٞۚ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ} (20)

شرح الكلمات :

{ إنما الحياة الدنيا لعب ولهو } : أي أن الحياة أشبه بالأمور الخيالية قليلة النفع سريعة الزوال .

{ وزينة } : أي ما يتزين به المرء من أنواع الزينة والزينة سريعة التغير والزوال .

{ وتفاخر بينكم وتكاثر في والأولاد } : أي أنها لا تخرج عن كونها لهواً ولعباً وزينة وتفاخراً وتكاثراً الأموال في الأموال والأولاد .

{ كمثل غيث أعجب الكفار نباته } : أي مثلها في سرعة زوالها وحرمان صاحبها من الدار الآخرة ونعيمها كمثل مطر أعجب الكفار أي الزراع أجبهم نباته أي ما نبت به من الزرع .

{ ثم يهيج فتراه مصفراً } : أي يبس فتراه مصفراً آن أوان حصاده .

{ ثم يكون حطاما } : ثم يتحول بسرعة إلى حطام يابس يتفتت .

{ إلا متاع الغرور } : أي وما الحياة الدنيا في التمتع بها إذ الحياة نفسها غرور لا حقيقة لها .

المعنى :

ما زال السياق الكريم في توجيه المؤمنين وإرشادهم إلى ما يزيد في كمالهم وسعادتهم في الحياتين فخاطبهم قائلا : اعلموا أيها المؤمنون الذي استبطانا قلوبهم أي خشوعهم إذ الإِقبال على الدنيا هو سبب الغفلة عن الآخرة ومتطلباتها من الذكر والعمل الصالح { أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد } هذه حقيقتها وهي أمور خيالية قليلة النفع سريعة الزوال . فلا تغتروا بها ولا تقبلوا بكلكم عليها أنصح لكم بذلك . فاللهو كاللعب لا يُخلِفان منفعة تعود على اللاهي اللاعب ، والزينة سرعان ما تتحول وتتغير وتزول والتفاخر بين المتفاخرين مجرد كلام ما وراءه طائل أبداً والتكاثر لا ينتهي إلى حد ولا يجمع إلا بالشقاء والنصب والتعب ثم يذهب أو يُذهب عنه فلا بقاء له ولا دوام وله تبعات لا ينجو منها صاحبها إلا برحمة من الله وإليكم مثل الحياة الدنيا إنها { كمثل غيث } أي مطر { أعجب الكفار } أي الفلاحين الذين كفروا بذرة بالتربة { نباته } الذي نبت به أي المطر { ثم يهيج فتراه } بعد أيام { مصفرا } ثم يهيج أي ييبس { ثم كون حطاماً يتفتت هذه هي الدنيا من بدايتها إلى نهايتها المؤلمة أما الآخرة ففيها عذاب شديد لأهل الشرك والمعاصي لا بد لهم منه يفارقونه ، ومغفرة من الله ورضوان لأهل التوحيد وصالح الأعمال وما الحياة الدنيا وقد عرَضنا عليكم مثالها فما هي إلا متاع الغرور أي إنها لا حقيقة لها وكل ما فيها من المتع التي يتمتع بها إلا غرور باطل .

الهداية

من الهداية :

1- التحذير من الاغترار بالحياة الدنيا .

2- الدعوة إلى المسابقة في طلب مغفرة الذنب ودخول الجنة .