جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞ وَزِينَةٞ وَتَفَاخُرُۢ بَيۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرٞ فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِۖ كَمَثَلِ غَيۡثٍ أَعۡجَبَ ٱلۡكُفَّارَ نَبَاتُهُۥ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرّٗا ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰمٗاۖ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٞ شَدِيدٞ وَمَغۡفِرَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٞۚ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ} (20)

{ اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب } : ما هي إلا أمور خالية كملاعب الصبيان لا فائدة ، ولا غاية تترتب عليها سوى إتعاب البدن ، { ولهو } : تلهون به عما ينفعكم ، { وزينة } : تتزينون بها ، { وتفاخر بينكم } : يفتخر به بعضكم على بعض ، { وتكاثر في الأموال والأولاد } ، مباهاة بكثرة الأموال والأولاد ، ثم قرر ذلك بقوله : { كمثل غيث } ، مستأنفة أي : مثله كمثله أو خبر بعد خبر أي : ما هي إلا كمثله ، { أعجب الكفار{[4922]} } : الزراع ، أو الكافرون فإنهم أشد عجابا بخضرة الدنيا ، { نباته ثم يهيج } : ييبس بعاهة ، { فتراه مصفرا ثم يكون حطاما } : هشيما متفتتا ، { وفي الآخرة عذاب شديد } : فلا تنهمكوا في شهواتها ، { ومغفرة من الله ورضوان{[4923]} } : فاطلبوا ما هو خير وأبقى ، { وما الحياة الدنيا إلا{[4924]} متاع الغرور } : كمتاع يدلس به على المشتري ويغر حتى يشتريه ثم يتبين له فساده ،


[4922]:المتبادر الكافرون، فإنهم أشد إعجابا بخضرة الدنيا لا الزراع/12 وجيز.
[4923]:لما حقر أمر الدنيا غاية التحقير عظم أمر الآخرة بعبارة وجيزة بليغة، فقال:" وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور"/ 12 وجيز.
[4924]:أي: لمن اطمئن بها، ولم يجعلها ذريعة إلى الآخرة، عن سعيد بن جبير الدنيا متاع الغرور ألهتك عن طلب الآخرة فأما إذا دعتك إلى طلب رضوان الله تعالى: فنعم المتاع، ونعم الوسيلة/12 أبو السعود.